مجتمع الثبات والتحول
هذا المجتمع الذي كانت “المحافظة” هي إحدى سماته، قد طاله خلال العقود الثلاثة الماضية الكثير من التغيير، بل حتى أن هذا التغيير في بعض مناحيه ومنعرجاته قد كان أشبه ما يكون بالثوري، وأعني بذلك تحديدًا تلك العمليات الممنهجة من أجل التمكين للمرأة والتي تمثلت ابتداءً بإتاحة فرص الرقي الوظيفي لها مرورًا بدخولها مجلس الشورى وانتهاءً بقيادتها لمركبتها الخاصة.
ونفس الأمر من التغيير ينسحب على ملامح ثقافية عدة، أصغرها قصات الشعر وبعض العادات الاجتماعية الوافدة أو عبر تلك التي تتعلق بظهور جيل تتشكل ثقافته وبناه النوعية الاجتماعية من خلال ما تنشره وسائل التواصل الاجتماعي وما يتلقفه عبر وسائط وأيقونات “الإنترنت”.
حقيقة أن حالة هذا التغير المجتمعي المتسارعة لابد أن تصيب من يعيش في أتونه بفقدان الاتزان، وهو ما يحتم أن تكون هناك قوى اجتماعية ناعمة تعمل جاهدة على تخفيف وطأ جملة هذه التغييرات وأن تجعل أبنائنا وبناتنا يملكون المهارات اللازمة للتعامل معها وأن لا ينساقوا ورائها وأن يختاروا منها ما يتوافق مع هويتنا الدينية والوطنية.
وهنا يأتي دور المؤسسة التعليمية وقبل ذلك المؤسسة الدينية بالشراكة مع الإعلام في تبني منهجية وطنية شاملة تسعى لتحقيق التوازن النفسي لدى الأجيال الواعدة، تعمل جاهدةً في ذات الوقت لتجنيبها مخاطر التغييرات الاجتماعية الوافدة الغير المرغوب فيها على الإطلاق.
رأي : حسن مشهور
h.mashoor@saudiopinion.org
5 تعليقات
د.عبدالكريم بكار
المجتمع السعودي كغيره من المجتمعات المنغلقة التي فجأة واجهت انفتاح قوي وهزة ثقافية جعلتها تقف في حالة من الدهشة.
وهو أمر يعد في السياق الطبيعي لتطور الحضارات وقادر مجتمعنا السعودي على تجاوز مجمل ذلك.
سعاد العرضاوي - أكاديمية
تغير المجتمعات أمر منطقي في حياة البشر.
ولقد لاحظت أن المقال قد تناول التحول الحضاري الذي طال واقع المرأة السعودية خلال الفترات الزمنية السابقة وهذا الأمر يعد علامة ناصعة في طريق التحديث الذي تمر به دولتنا حماها الله في ظل حكامها آل سعود حفظهم الله.
كما أن وضع المرأة في رأيي سيشهد مستقبلا المزيد من التطور والتمكين لها في كافة المجالات.
ابوفيصل
ماقد اخشاه هو فقدان الهوية فالمجتمع لم يكن في يوم مغلقا او حتى محافظا بقدر مايتميز بخصوصية قلما وجدت حتى في أرقى المجتمعات المنفتحة لكن إذا قدمت العادات والتقاليد على الهوية الايدلوجية فلن تصمد تلك الهوية فيصبح الانفتاح نوعا من الانسلاخ
نادية الحكمي - إعلامية
طال مجتمعنا كثير من التغيير .والمستقبل برضه حيكون فيه كثير تغيير ونقول يارب يكون كله تغيير نحو الأفضل والأجمل.
وليد مسملي
هذه معادلة صعبة أستاذ حسن ..
من يربي المربي ؟!
إذا كانت المؤسسة التعليمية والإعلامية غير قادرة على مواكبة هذه التغيرات المتسارعة فكيف يمكنها مساعدة الجيل على ذلك ..
أما الأسرة فقد خرج الأمر يدها ..
والأمر الآن للقيم والرؤى الآخذة في التشكل .
سلم قلمك .🌹